- الرئيسية
-
السيد رئيس الجمهورية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
موسكو - 29-06-2015
وزير خارجية روسيا: لقد جاء في اللقاء مع الرئيس بوتين أنه لا بد لنا من اعتماد التحليل الموضوعي للأوضاع الراهنة وإجراء الاتصالات مع جميع الدول الإقليمية المعنية، بما فيها الدول المجاورة مثل السعودية وتركيا والأردن. ولا بد من الإشارة إلى أن جميع هذه الدول تُدرك خطورة تزايد النشاط الإرهابي المتمثل بما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" وغيرها من التنظيمات الإرهابية... ونحن مقتنعون - وهذا ما دعا له الرئيس بوتين- أنه لا بد لجميع دول المنطقة التخلي عن الخلافات فيما بينهم والتركيز على تضافر الجهود فيما بينهم على محاربة التهديد العام وهو الإرهاب.
إن نجحنا في هذا المجال، ستكون الخطوة التالية ضمن إطار العملية السياسية، وهي تختص بتطبيق إعلان الدول الثماني المؤرخ في تموز 2013 وهو يدعو الحكومة العربية السورية وجميع القوى المعارضة في سورية إلى تضافر الجهود في محاربة الإرهاب. إن هذه المهمة لا تزال ملحة ولكن مع الأخذ في الاعتبار ما وصلت إليه "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لا نستطيع الاكتفاء بالجهود السورية فقط، ولذلك سنتوجه إلى دول المنطقة لتنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب. ولكن ذلك لا يعني إهمال إيجاد حلول وتطبيق البنود الأخرى لإعلان جنيف المؤرخ في 30/6/2012، ومن هذه البنود ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تعكس توافق جميع القوى السياسية.
إن روسيا تدعو دائماً إلى تطبيق إعلان جنيف والمبادرة الروسية التي تم تبنيها في مجلس الأمن الدولي رغم معارضة الغرب. ونحن أيضاً نسهم بقسطنا فيما يخص تهيئة الأرضية المشتركة للعملية السياسية في سورية وذلك عبر جولتين من المشاورات، في إطار ما يسمى بــ"مؤتمر موسكو" بين ممثلي الحكومة العربية السورية والفصائل السورية المعارضة العقلانية التي تسعى إلى إيجاد التوافق حول المبادئ العامة لمستقبل سورية، وهي وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وحماية حقوق جميع الأقليات.
إن جهودنا هذه تتماشى مع جهود أصدقائنا المصريين الذين هم أيضاً يرغبون بإيجاد الظروف لاستئناف المفاوضات الرسمية السورية – السورية.. إن اللقاءات في إطار منتدى موسكو تمخضت عن ما يسمى بمبادئ موسكو، ونرغب أن نستنير في عملنا على تطوير هذه المبادئ التي يمكن من خلالها للسوريين بأنفسهم تحديد الخطوات المستقبلية في هذا المجال.
تحدثنا اليوم مع الوزير السوري أنه من أجل دعم وتحضير القاعدة الراسخة لاستئناف المفاوضات السورية – السورية، فنحن مستعدون لدراسة إمكانية عقد "موسكو-3"،.وذلك دعماً للجهود المكثفة للسيد ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمين العام بان كي مون، وهو يسعى لإقامة قاعدة راسخة لاستئناف المفاوضات السورية - السورية التي سيشارك فيها ممثلو جميع القوى السياسية السورية، وذلك اعتماداً على إعلان جنيف المؤرخ في 30/6/2012، ولكن مع الأخذ في الاعتبار التنامي غير المسبوق للخطر الإرهابي في المنطقة، لا بد لنا من إيلاء العناية الخاصة لهذا الموضوع ولا بد لنا من مساعدة دي ميستورا في جهوده.
بودي أن أُشدِّد مرة أخرى على أن المهمة بالنسبة للمجتمع الدولي والدول المجاورة وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، هي ليست فرض حلول جاهزة على سورية، وإنما تهيئة الظروف المواتية لإطلاق الحوار الشامل السوري - السوري، الذي يُمكِّن السوريين بأنفسهم من التوصل إلى التوافق.
كما ناقشنا العلاقات الثنائية بما في ذلك تطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال الجولة الأخيرة للجنة الحكومية المشتركة وذلك في تشرين أول الماضي.
وروسيا، كما أكد الرئيس بوتين، ستواصل دعمها لسورية.. للشعب السوري والحكومة السورية في جهودها، من أجل حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية في الظروف الحالية الصعبة، وكذلك تعزيز القدرات الدفاعية السورية لمواجهة الخطر الإرهابي.
نحن مرتاحون لدرجة الثقة والصراحة التي سادت خلال اللقاءات اليوم، ونحن سنواصل دعمنا للشعب السوري في مواجهة الظروف الحالية.
السيد الوزير: أشكر الصديق العزيز الوزير لافروف على دعوتي والوفد المرافق لإجراء جولة جديدة من المشاورات والتنسيق في موسكو، وأوجِّه الشكر الخاص إلى فخامة الرئيس بوتين لاستقبالي في الكرملين، وبحث الوضع في المنطقة. لقد استمعت باهتمام بالغ لما قاله الرئيس بوتين حول الوضع في سورية وضرورة قيام تحالف إقليمي دولي من أجل مكافحة الإرهاب.
أنا اعرف أن الرئيس بوتين هو رجل يصنع معجزات كما فعل في روسيا الاتحادية، ولكن تحالفاً مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، هذا يحتاج إلى معجزة كبيرة جداً.. كيف تتحول هذه الدول التي تآمرت على سورية وشجعت الإرهاب ومولته وسلحته وفتكت دم الشعب السوري إلى حليف لمكافحة الإرهاب!! نأمل ذلك.
على كل حال لدينا تجارب سابقة وأبرزها تجربة الأسلحة الكيميائية التي جاءت بمبادرة من الرئيس بوتين، وأنا سعيد باللقاء مع فخامة الرئيس لأني حصلت بصراحة على وعدٍ بدعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
قبل ذلك أجرينا محادثات مفصلة مع الوزير لافروف والوفد المرافق من الجانبين وكانت مثمرة للغاية، حيث تناولت الوضع في سورية وفي المنطقة. وهي في الواقع تمحورت حول سبل إيجاد الحل السياسي للوضع في سورية، نحن ممتنون لأصدقائنا في الاتحاد الروسي لعقدهم "موسكو1" و"موسكو2" وعزمهم على عقد "موسكو3"، ونعتقد أن هذا هو الطريق الأسلم للتحضير لمؤتمر جنيف ناجح،. ونيابةً عن صديقي الوزير لافروف أدعو دي ميستورا لحضور موسكو3 . شكراً جزيلاً.
سؤال: على خلفية الهجمة الإرهابية التي تتعرَّض لها سورية ودول المنطقة من قبل داعش، نلاحظ ارتفاع مستوى اللقاءات والزيارات والمشاورات.. هل نحن ندشن مرحلة جديدة في معالجة الأوضاع في سورية؟ وهل نحن على أبواب فتح قنوات اتصال بين الجمهورية العربية السورية والدول التي دعمت من قبل الإرهاب، لإقامة تحالف دولي لمكافحة الإرهاب؟
وزير خارجية روسيا: من المهم بالنسبة لنا ألا نركز على تصنيف مرحلة من المراحل لأن هذا واجب المؤرخين وليس السياسيين، وبالنسبة لنا الأهم هو تضافر الجهود من أجل محاربة الإرهاب مثل "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ونحن نعتقد أن الظروف تصبح ملائمةً أكثر فأكثر.. هناك خطورة على نطاق واسع.. خطورة بالنسبة لدول المنطقة ودول العالم.. الخطر المنبثق عن "داعش" يبدو واضحاً في أفغانستان وفي آسيا الوسطى وكذلك في أوروبا، ولذلك لابد من وجود وعي عام لهذا الخطر وضرورة محاربته، ولابد من التمسك بالقواسم المشتركة والمصالح المشتركة والتغلب على المطامع الآنية والذاتية. بطبيعة الحال من الصعب جداً خوض حوار مع الدولة التي تشعر بتهديد لكيانها السياسي والواقعي، ولكن لابد لنا من محاربة ظاهرة "داعش" الذي يسعى لنشر الخلافة من باكستان إلى نيجيريا. أما بخصوص التحالف لمواجهة الإرهاب فربما لن يكون تحالفاً بالمعنى الكلاسيكي ولكن الأهم بالنسبة لنا هو التوصل إلى اتفاق وإدراك من قبل الجميع لضرورة تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب.
السيد الوزير: نحن عانينا أكثر من خمس سنوات من تآمر دول الجوار على شعبنا، وقدَّمنا الغالي والرخيص.. قدمنا دماء شعبنا، أنهاراً من الدماء، بسبب تآمر هذه الدول. مع ذلك ومن أجل مكافحة الإرهاب، إذا كان هناك صدقٌ في النوايا وتوقفٌ عن دعم الإرهاب وتوقفٌ عن التآمر، عندها تحدث المعجزة.
سؤال وكالة سانا والتلفزيون السوري: سؤال للوزير لافروف ضمن أطر الجهود السياسية التي تبذلها روسيا من أجل الحل السياسي في سورية، أصبح واضحاً أنه بدون عقد "موسكو3" سيكون عقد "جنيف3" قليل الفعالية.. ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها في هذا المجال، خاصةً أننا نلاحظ في الفترة الأخيرة ازدياداً كبيراً لنشاط المجموعات الإرهابية في جنوب وشمال سورية، بدعمٍ واضح من الدول الإقليمية التي تدعم هذه التنظيمات الإرهابية وتمولها؟
وزير خارجية روسيا: لا يمكنني أن أوافق معكم بأن فعالية "جنيف3" مرهونة بفعالية "موسكو3"، ولكن الأهم بالنسبة لنا هو استخلاص العبر من فشل جولتين من مفاوضات جنيف. إن هذا الفشل كان محتوماً لأن دول الغرب وبعض دول المنطقة راهنت على قوة واحدة من قوى المعارضة وهي "الائتلاف الوطني"، واعتبره الغرب وأوروبا والجامعة العربية الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وفي ذلك إهمالٌ لتطلعات بعـض القـوى السـورية المعارضة المحبة للوطن وغير الهجومية والتي كانت تسعى لإيجاد حل سياسي.. الآن علينا تصحيح هذا الخطأ، ونجاح جولتين من المشاورات السورية - السورية في موسكو، وكذلك المشاورات في القاهرة، تسمح لنا بمجملها بإيجاد الظروف المناسبة لمواصلة عملنا في هذا الاتجاه، نحو الحل السياسي في سورية.
ومن أبرز النجاحات التي حقَّقها لقاء "موسكو2"، المنعقد في نيسان الماضي، كان التوافق بين ممثلي الحكومة العربية السورية والجزء الأكبر من ممثلي المعارضة السورية على وثيقةٍ مشتركة تعكس المبادئ الأساسية لمستقبل الدولة السورية، وهي الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية واستقلالها وحماية حقوق جميع المكونات العرقية والإثنية والطائفية التي كانت تعيش في سورية ليس فقط منذ قرون وإنما منذ آلاف السنين. والآن، لابد لجميع القوى الخارجية أن تتخلى عن محاولاتها لإطاحة النظام السوري وهذا ما يأتي خلافاً لمضمون إعلان جنيف، ولا بد لنا بهذا الخصوص من الإشارة إلى أن مواقف هذه الدول تتغير بشكل تدريجي وهذا يعطينا الأساس للاعتقاد بأنه من الممكن التوصل إلى الوعي المشترك بأن الخطر الأكبر بالنسبة للجميع هو الخطر الإرهابي، ولا بد من أن تتضافر الجهود لمحاربة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
بودي أن أشدِّد على أن موقفنا هذا ليس ارتجالياً ولكننا نكرر هذا منذ اندلاع الربيع العربي، بأنه لابد من تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب بدلاً من إهماله، وكذلك أشير إلى خطورة التلاعب مع القوى المتشددة والمتطرفة بهدف تحقيق المكاسب الآنية. وقد شهد تاريخنا كثيراً من الأمثلة عندما تحول مثل هذا الدعم للإرهابيين إلى نزاعٍ دامي واسع النطاق.. وأود أن أشير إلى أن الرئيس بوتين تناول هذا الموضوع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مكالمة هاتفية، وهناك مصالح مشتركة لدى روسيا والولايات المتحدة بعدم السماح لـ"داعش" بتطبيق مشروعها "مشروع الخلافة.
وقد كُلِّفت أنا ووزير الخارجية الأمريكي كيري من قبل رئيسي الدولتين من أجل اللقاء دون تباطؤ لتبادل وجهات النظر في كيفية زيادة فعاليتنا وجهودنا الرامية إلى توحيد الصفوف من أجل محاربة الإرهاب، وأقصد هنا ليس فقط الجهود الأمريكية والروسية وإنما جهود دول المنطقة، ومن المفترض إجراء لقاء مع جون كيري غداً في فيينا وبطبيعة الحال سنطلعكم على تفاصيل هذه المحادثات.
السيد الوزير : أود أن أضيف لما قاله الصديق الوزير لافروف سؤالاً: هل يجب أن يسقط ضحايا في السعودية وفي الكويت وفي تونس وفي فرنسا، حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب.. كنا نقول باستمرار وخاصة لمن يدعمون الإرهاب في سورية أن هذا الإرهاب سيرتد عليكم.. هل تعلَّموا الآن بعد كل هذه الضحايا أم يجب أن يسقط المزيد، آمل أن يجيبك السيد كيري على هذا السؤال.
وزير خارجية روسيا: هذا السؤال بلا جواب يا صديقي، ولذلك أقول لك بأننا سنركز مع كيري على الخطوات العملية في محاربة الإرهاب وبعد انتصارنا في هذه الحرب يمكننا الإجابة عن سؤالكم.
* * *