2023-06-03
 تذكرة بخصوص مكان اختبارات المرحلة الثالثة لمسابقة وزارة الخارجية والمغتربين المعلن عنها بالقرار رقم 1   |    سورية تدين عدوان النظام الأوكراني بالطائرات المسيرة على موسكو   |    مفردات ومراجع المحور الثاني العلاقات الدولية والدبلوماسية من المرحلة الثالثة لمسابقة وزارة الخارجية والمغتربين   |    سورية تدين الهجوم الإرهابي على الحدود الإيرانية-الباكستانية   |    سورية: على الدبلوماسية الفرنسية مراجعة مواقفها المنفصلة عن الواقع   |    إعلان بخصوص توقيت اختبارات المرحلة الثالثة لمسابقة وزارة الخارجية والمغتربين المعلن عنها بالقرار رقم 1   |    استناداً إلى القرار رقم 29 تاريخ 13-3-2023 المتضمن تمديد فترة استلام الطلبات   |    

وقائع المؤتمر الصحفي المشترك للسيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين والسيد فلاديميريوفيتش ماكيه وزير خارجية جمهورية بيلاروس

دمشق  9-2-2015

 

السيد الوزير: يسعدني أن أرحب بالصديق العزيز وزير خارجية بيلاروسيا الذي يزورنا في هذا التوقيت الهام، لكي يؤكد على دعم بلاده لموقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، ولبحث آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات. لقد أجرى محادثاتٍ بنَّاءة مع سيادة الرئيس.. ومع الأسف زيارة الضيف قصيرة، لذلك أعتذر عن قصر وقت هذا المؤتمر.

وزير خارجية بيلاروسيا: قبل كل شيء أود أن أشكر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية على الاستقبال الدافئ على الأرض السورية.

إن الاجتماعات التي عقدت أثبتت المستوى العالي للتفاهم المتبادل بين بلدينا.

كان لي الشرف خلال اللقاء مع فخامة الرئيس السوري بشار الأسد أن أُسلِّمه رسالةً من فخامة رئيس جمهورية بيلاروس السيد ألكسندر لوكاشينكو، والتي تؤكِّد على دعمنا لسورية في مكافحتها للإرهاب بلا هوادة.

شعوبنا يوحدها الطموح بالعيش والتطور بسلام، وتحديد طرق تطورها بدون إملاءاتٍ وضغوط من أي جهةٍ كانت. إن بلداننا ملتزمة بالعالم المتعدد الأقطاب المبني على سيادة ومساواة الدول واحترام معايير الحقوق الدولية ومبادئ وحدة الأرض وحسن الجوار.

إننا ندعو المجتمع الدولي والقوى الداخلية في سورية المهتمة بسيادة واستقلال وديمقراطية سورية، للعمل على تسوية النزاع بشكلٍ سلمي والتخلي عن استخدام القوة العسكرية، والتركيز على المواضيع العاجلة بإنعاش الاقتصاد ومعالجة القضايا الملحة للمدنيين.

إننا على ثقة بأن سورية تستطيع الخروج من الصراع، دولةً قوية أكثر مما كانت عليه ولدينا آمال كبيرة حول الإمكانيات المفتوحة لتعاوننا الثنائي.

بيلاروس على استعداد للمساعدة والمساهمة في إنعاش وتطوير المقدرات الاقتصادية السورية. إن الاتفاقيات الثنائية التي تم توقيعها اليوم توسِّع بالتأكيد التواصل المتعدد الأوجه بين بلدينا. ونحن مرتاحون لنتائج المحادثات التي أكَّدت على الاهتمام المتبادل بتدعيم وتوسيع تعاوننا.

سؤال من وكالة "سانا" : في ضوء لقائكم بالسيد رئيس الجمهورية ومباحثاتكم مع السيد وزير الخارجية، كيف تستطيع بيلاروس أن تسهم في حل الأزمة في سورية، وكيف يمكن ترجمة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين على أرض الواقع وخاصة في مجال إعادة الإعمار؟

وزير بيلاروسيا: ناقشنا اليوم مواضيع توسيع التعاون بيننا على مختلف الأصعدة، نحن نتبادل الدعم بخصوص مواقف بلدينا على ساحات المجتمع الدولي، ونحن نطمح لرفع مستوى التعاون الاقتصادي إلى مستوى الحوار السياسي الموجود بين بلدينا، دون النظر إلى الوضع الصعب الموجودة فيه بلدينا، فنحن سنسعى لتفعيل هذا التعاون، والمستقبل واعد أمام التعاون بين البلدين. هناك منتجاتٌ بيلاروسية تهم السوق السورية وهناك منتجات سورية تهم السوق البيلاروسية. وقد اتفقنا على وضع لائحة بالمواضيع ذات الأهمية لسورية، وهذه المواضيع ستتم مناقشتها في اجتماع اللجنة المشتركة الذي سوف ينعقد قريباً في مدينة مينسك. نحن سنُقدِّم كافة أوجه المساعدة للجانب السوري لإعادة الإعمار، ولدينا تبادل تجاري سنسعى لزيادته. لذلك أمامنا مهمة ليس فقط إعادة التبادل التجاري لسابق عهده بل وزيادته بشكل ملحوظ. أهم شيء هو وجود الرغبة المشتركة لتطوير هذا التعاون وأعتقد أن هذا سيتحقَّق في القريب العاجل.

سؤال من الـ BBC: التصعيد الأردني بعد إعدام الطيار الأردني، هناك بعض المعلومات تقول بأن مقتل الطيار الأردني قد يكون سبباً للتدخل البري في الأراضي السورية.. ما هو تقييمكم للموقف وهل هناك تنسيق بين سورية والأردن؟

السيد الوزير: أولاً كما تعلمون أدانت سورية الجريمة الإرهابية باغتيال الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وقدَّمَت التعازي لعائلته وللشعب الأردني الشقيق، ووجَّهنا دعوةً للحكومة الأردنية للتنسيق مع سورية في مكافحة الإرهاب، رغم معرفتنا المسبقة أن الأردن لا يملك قراراً مستقلاً لإقامة هذا التعاون. الأردن جزءٌ من تحالفٍ دولي بقيادة الولايات المتحدة، والأردن جزءٌ من عملية إرسال الإرهابيين عبر حدوده بعد تدريبهم في معسكرات في الأردن بإشـراف الولايـات المتـحدة، والأردن الـذي يحارب "داعش" لأسبابه لا يُحارب "جبهة النصرة" وهي على حدوده.

حتى الآن لم يجبنا أحد على تساؤلنا واستغرابنا: كيف يأتي الإرهابيون عبر الأردن بالعشرات للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، وعندما يرغب واحد أو إثنان بالعودة إلى الأردن يتم قتله!

لذلك أؤكِّد أنه حتى الآن لا يوجد تنسيق بين سورية والأردن في مجال مكافحة الإرهاب، أما فيما يتعلَّق بما يُنشر في الصحافة حول قوات برية تدخل إلى سورية، أقول بكل وضوح نحن حريصون وندافع عن السيادة سورية ولا نسمح لأحد بخرق سيادتنا الوطنية، ولسنا بحاجة لقواتٍ برية كي تدخل وتحارب داعش، الجيش العربي السوري يقوم بكل بسالة بهذه المهمة.

سؤال التلفزيون السوري: تحدَّث السيد ماكيه عن تأثير النزاعات في أوكرانيا وسورية في استقطاب الإرهاب إلى الشرق الأوسط وحتى أوروبا وأمريكا، وبالنسبة لسورية فإنكم ومع كل حدثٍ تتعرَّض له ترسلون رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة. كيف يتم العمل من أجل أن تصبح لمواقف البلدين فاعليتها في الساحة الدولية؟

وزير بيلاروس: لدى حكومة بيلاروس مفهومٌ واضحٌ وصريح: بيلاروس دائماً وبشكل مستمر تعارض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لأي دولة، هذا التدخل ممكن أن يكون بشكلٍ اقتصادي أو بشكل إرسال مجموعاتٍ إرهابية إلى داخل الدولة. ونحن نعتقد أن القوى الخارجية المهتمة بتغيير النظام في سورية قد واجهها الآن خطر تنامي البؤر الإرهابية، وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأيضاً على الصعيد العالمي بما في ذلك أوروبا. من العبث التفريق بين إرهابي جيد وإرهابي سيء، ونحن نعلم جيداً أن الحكومة السورية هي في طليعة مكافحة الإرهابيين ونؤيد هذا الأمر.

نحن حذرنا دائماً أن أي خطرٍ يواجه أي دولة يمكن أن يواجه جميع الدول سياسياً واقتصادياً. جمهورية بيلاروسيا ليست بلداً كبيراً، وقد لا يؤثر على سياسات دولٍ مثل أمريكا، ولكن أعتقد أنه إذا وحَّدنا قوانا من الممكن أن نصل إلى نتيجة.

قدمتُ إلى سورية من مؤتمر ميونيخ للأمن، وهناك تمَّت مناقشة مكافحة الإرهاب بجهودٍ مشتركة بما في ذلك الدول التي تعاني من هذا الإرهاب. البلدان الأوروبية تفهم جيداً أن ما يحدث في سورية لن يؤدي إلى نتيجةٍ جيدة، ولدينا أمثلة كثيرة مثل ما حدث في ليبيا والدول الأخرى.

نعتقد أن حل الأزمة السورية ليس عن طريق المجموعات الإرهابية وإنما عن طريق الحوار، لذلك يجب علينا العمل بشكلٍ مشترك لتجاوز هذه المحنة والعمل بالتدريج للتأثير على الدول الأخرى لحل هذا النزاع.

سؤال التلفزيون الصيني: هناك العديد من الأطراف التي تسعى لحل الأزمة في سورية، بدءاً بمؤتمر جنيف ووصولاً لمؤتمر موسكو، ماهي الإجراءات التي ستتخذونها في المستقبل؟

السيد الوزير: أولاً نحن في سورية الأولوية لدينا هي مكافحة الإرهاب وإجراء المصالحات المحلية كوسيلة تؤدِّي للحل السياسي. نحن نستجيب لكل مبادرةٍ تستند إلى الشرعية الدولية وتقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب وعلى الحوار السوري – السوري، لذلك نحن نشكر الأصدقاء الروس على مبادرتهم بعقد لقاء موسكو الذي جمع الوفد الحكومي مع معارضات في الداخل والخارج. ما فعلته روسيا فشل الغرب في عمله، ولذلك نحن مصمّمون على متابعة هذا الجهد وصولاً لحوارٍ سوري - سوري في دمشق.

سؤال من تلفزيون "الميادين": ماذا بخصوص زيارة دي ميستورا المقبلة، وهل ما زالت أفكار تجميد القتال في حلب وريف حلب صالحة؟

السيد الوزير: أولاً أريد أن أوضح أن مبادرة دي ميستورا انصبَّت في الأساس على مدينة حلب وليس على ريف حلب. نحن أيضاً رحبنا بالسيد دي ميستورا ليس بسبب ضغطٍ من هذه الجهة أو تلك، بل لأننا نريد أن ننجز اتفاقاً يُحقِّق وحدة حلب واستقرار مدينة حلب ويُعيدها للحياة الطبيعية.

لقد أجرى مساعد دي ميستورا السفير رمزي عدة جولاتٍ من المحادثات مع نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل مقداد، والآن كما فهمنا هناك أفكار جديدة يريد دي ميستورا طرحها بشأن خطته، ونحن جاهزون للاستماع إليه.

سؤال تلفزيون "روسيا اليوم": هناك معلوماتٌ عن أن زيارة السيد دي ميستورا ستفتح الحديث عن تجميد القتال في حلب في نيسان المقبل، ولكن هناك حالةٌ إنسانية سيئة جداً في المناطق الشرقية. ما هو دور المنظمات الأممية وما مدى تعاونكم مع هذه المنظمات للعمل باتجاه تغطية مدينة حلب والمناطق الشرقية؟

السيد الوزير: نحن نسعى دائماً في تعاملنا مع المنظمات الدولية خاصة على الصعيد الإنساني، للتأكيد على ضرورة عدم تسييس هذه المعونات. ثانياً أن يكون هناك تعاونٌ مشترك بين هذه المنظمات والحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وفي أي منطقةٍ محتاجةٍ للمساعدات نبذل أقصى جهد لإدخال المساعدات إليها، ولكن هناك أحداث عديدة جرت سيطر المسلحون فيها على هذه المساعدات، وآخر تجربة منذ يومين في مخيم اليرموك.

نحن منفتحون على التعاون، ولكني أؤكِّد على نقطةٍ هامة وجوهرية: المنظمات الدولية تدَّعي في كل مرةٍ شح الموارد المالية بسبب تردد المتبرعين في زيادة تبرعاتهم لهذه المنظمات، مما جعل الحكومة السورية تُساهم بأكثر من 70% من هذه المساعدات. نسمع من عددٍ من الدول المتآمرة على سورية والتي تدفع مليارات الدولارات للإرهابيين، أنهم حريصون على الشعب السوري وأنهم حريصون على دماء الشعب السوري، ولكنهم لا يطرحون على أنفسهم من هو السبب في سفك الدم السوري.